• شارك على:

لماذا لم يشارك حزب العمال في لقاء

لماذا لم يشارك حزب العمال في لقاء " آكس مرسيليا"

انتظم أيام 23 و24 و25 ماي المنصرم لقاء"آكس مرسيليا" ضم اطرافا سياسية وجمعيات  وشخصيات تونسية بهدف الخوض في موضوع " توحيد المعارضة التونسية " و "الاعداد لمرحلة ما بعد بن علي " . وقد دعت الى هذا الاجتماع ، رسميا، "لجنة آكس بمرسيليا  في الدفاع عن الحريات في تونس" . وهي لجنة حقوقية تكونت في السنوات الاخيرة و دافعت في البداية عن التونسي " مهدي زوقاح"الذي اوقف عند عودته الى تونس واودع السجن من أجل الانتماء الى حركة النهضة . ثم واصلت تشاطها بالدفاع عن حالات اخرى : سهام بن سدرين ، حمة الهمامي ورفاقه .. الخ وتتكون هذه اللجنة من مناضلين ومناضلات فرنسيين وبعض العناصر التونسية .

 


وخلافا لما راج في تونس وفي الخارج فان حزب العمال لم  يشارك  في هذا اللقاء الذي غابت عنه ايضا الرابطة و جمعية النساء الديمقراطيات و الهيئة الوطنية للمحامين و لجنة احترام الحريات وحقوق الانسان في تونس و عدد من الشخصيات الحقوقية والسياسية والاعلامية  ( خميس الشماري ، راضية النصراوي ، قناة الحوار …)


وقد بين حزب العمال في رسالة وجهها الى المنظمين بتاريخ 22 ماي الاسباب التي دعته الى عدم حضور اللقاء المذكور . كما ان الناطق الرسمي باسم الحزب ، الرفيق حمة الهمامي ، عبر عن تحفظات الحزب من هذا اللقاء في لقاءات مباشرة مع بعض منظميه .


ويمكن حوصلة الاسباب المذكورة في النقاط التالية :


أولا : ان حزب العمال يعتبر انه ليس لحزب او جمعية او  حتى لبعض الاحزاب و الجمعيات ان تحدد بمفردها ما ينبغي أن تقوم به المعارضة التونسية . فاي مؤتمر او خطوة للمعارضة التونسية يعود تنظيمها و تحديد جدول اعمالها و مكان انعقادها الى كافة مكونات هذه المعارضة .


ثانيا : ان هذا الشرط لم يتوفر في لقاء مرسيليا الذي تولى طرف او طرفان سياسيان تنظيمه و تحديد جدول اعماله تحت غطاء "لجنة آكس مرسيليا " التي لا يمكن باي شكل من الاشكال ان تتحمل مسؤولية لقاء كهذا سواء باعتبار طابعها الحقوقي او لكونها جمعية فرنسية ليس من صلوحياتها ان تحدد للمعارضة التونسية ما تفعل ، دون ان يجرنا ذلك الى نكران ما قامت به هذه اللجنة من انشطة هامة للدفاع عن عدد من معتقلي الرأي في تونس .


ثالثا: ان حزب العمال لا يرى ضرورة لعقد هذا اللقاء اذا تم الاتفاق عليه و على جدول اعماله في آكس مرسيليا ، فالانجع سياسيا ان يتم في تونس مع توفير عوامل النجاح له . ان ما يحول دون لقاء مكونات المجتمع المدني في تونس هو في الاساس خلافاتهاوليس الاستحالة المادية بسبب القمع او غير ذلك من العوامل . فهذه القوى قادرة على تجاوزها ان ارادت ذلك .


رابعا : انه من غير السليم سياسيا محاولة القفز على المتناقضات والخلافات التي تشق الحركة الديمقراطية في خصوص التعامل مع "حركة النهضة" وفرض التطبيع معها . ان هذا السلوك لا يخدم الا اهدافا حزبية او شخصية ضيقة .


هذا اجمالا الاسباب التي تفسر غياب حزب العمال عن اجتماع "آكس مرسيليا" . و من الملاحظ ان هذا الاجتماع اعتبره  عديد الملاحظين فاشلا لانه لم ينظم على أسس سليمة وواضحة . فحتى البيان الختامي لم يوقع عليه سوى حركتين سياسيتين هما "حركة النهضة "و "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية" و بعض الجمعيات و اللجان و الشخصيات القريبة منهما .و في المقابل امتنع الحزب الديمقراطي و التكتل الديمقراطي من اجل العمل و الحريات و عدد من الشخصيات الديمقراطية عن توقيعه .


-تسقط الدكتاتورية
-عاشت الحركة الديمقراطية
-من أجل حق الشعب التونسي في الحرية والكرامة و العدالة

>